لـمـاذا نـخـطـط :



في ظل المتغيرات و السرعة الكبيرة التي يتميز بها العصر الحديث، قد يتسائل الكثيرون عن أهمية جدوى التخطيط خصوصاً لما تحمله العملية التخطيطية من تكلفة إقتصادية إضافية و الوقت الذي يمكن أن تستهلكه خصوصاً إذا ما كان الحديث عن الدول النامية و التي تتميز بسرعة النمو و في نفس الوقت تعاني من العديد من الصعوبات الإقتصادية.

للجواب على هذا التساؤل لا بد أن نفهم أن التخطيط اليوم ليس مجرد رد فعل لحظي ، بل أصبح عنصرا هاماً من عناصر القرار في أي مجتمع. لذلك و بسبب التعقيدات التي أصبحت عليها المجتمعات الحديثة ، إضافة الى محدودية الموارد المختلفة المتاحة لهذه المجتمعات جعلت من التخطيط أمراً ضرورياً لضمان الإستغلال الأمثل للموارد و عدم تجاهل أي عنصر من عناصر المجتمع المختلفة عند إتخاذ أي قرار قد تنعكس أثاره علىيها.

إضافة الى ذلك، فإن التخطيط السليم يوفر لمتخذ القرار فهم إحتياجات المجتمع المختلفة و طبيعة تكوينه و بالتالي المقدرة على تحويل هذه الإحتياجات الى أهداف تتركز العملية التخطيطية حول تحقيقها. كما يتمكن متخذ القرار من خلال ما توفره العملية التخطيطية من معلومات و نتائج، أن يحدد أولوياته و بالتالي التعامل معها. إلا ان أهم ما يمكن أن يقدمة التخطيط السليم لأي مجتمع، هو المقدرة على التعرف على جميع الموارد المتاحة لمتخذ القرار و من ثم تقنين التعامل معها و إستغلالها بأفضل ما يمكن.

يشكل التخطيط خارطة الطريق التي يمكن إستخدامها لمعرفة التوجه العام إضافة الى ما تم إنجازه من الخطة و ماهي الأجزاء و المراحل المتبقية. و في جميع الأحوال و على الرغم من أن التخطيط قد يبدو للكثيرين مكلفاً أو ما يعتقده البعض من أنه مضيعه للوقت، إلا ان التخطيط السليم و العقلاني إذا تم العمل به فإنه يستحق الإستثمار و ذلك لما يمكن أن يوفره من وقت و إستهلاك للموارد المتاحة.








آخر تحديث
9/22/2013 6:58:20 PM